مكتبة سماحة العلامة السيد علي الأمين


الرئيسية الرئيسية التسجيل دخول

لقد دخلت بصفة ضيف | مجموعة 

السبت, 2024-05-18, 10:03 AM

[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · >> ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
منتدى » صحف , مجلات : مقابلات ... أخبار ومواقف... » جريدة الوطن البحرينية » المذهب الشيعي لم ولن يكون بحاجة للحماية الايرانية
المذهب الشيعي لم ولن يكون بحاجة للحماية الايرانية
samiالتاريخ: الثلاثاء, 2012-11-06, 10:57 PM | رسالة # 1
0
عضو مؤسس
مجموعة: المدراء
رسائل: 1054
سمعة: 0
العلامة الأمين : المذهب الشيعي لم ولن يكون بحاجة للحماية الايرانية

جريدة الوطن - البحرينية في حوار مع العلامة السيد علي الأمين حاوره الإعلامي موسى عساف بتاريخ : 12-11- 2009م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكد العلامة المجتهد السيد علي الأمين أن المذهب الشيعي ومنذ وجوده لم ولن يكون بحاجة إلى الحماية الإيرانية، وذلك في رده على الإدعاءات التي تروج أن إيران هي حامية المذهب في العالم، منوهاً سماحته إلى أن هناك بعض فئات من الشيعة مضطهدين في إيران خصوصاً من يعارض فكرة الولي الفقيه أو من يقف موقفاً مغايرا للنظام. وأضاف سماحة السيد في حديث خاص لجريدة ''الوطن'' أن الدعم الإيراني للحركات المسلحة في الدول العربية، خصوصاً الحوثيون في شمال اليمن هدفه دفع المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار حتى تتمكن طهران من تحقيق أهدافها الخاصة، وأشار الأمين إلى أن الحرب الدائرة الآن بين الحكومة اليمنية هي حرب بين السلطة وفئات خارجة عن النظام والقانون، وليس ما يحب أن يصورها البعض على أنها حرب طائفية، كما جدد سماحة المفتي إدانته لنقل الصراع إلى الأراضي السعودية وعبر عن حق المملكة في الدفاع عن حرمة أراضيها وأمن مواطنيها بالطرق التي تراها مناسبة. وحذر سماحة السيد من ما أسماه صراع ''الدويلات'' الذي سيهدد الأمن والسلم والأهلي ويدمر الدولة بسلطاتها ومؤسساتها القانونية والدستورية، منوهاً سماحته إلى أن بعض الحركات تستخدم الدين كغطاء في صراعها من أجل الوصول إلى السلطة ولو عن طريق الدماء، مؤكداً أن الدولة الدينية غير واقعية لأن من يحكم الدول هم من البشر. وعن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة أشارة سماحة مفتي صور وجبل لبنان أن ما تم هو رضوخ من قبل قوى الأكثرية النيابية أمام قوى الأمر الواقع، التي لا تزال تلوح باستخدام السلاح وتفرض آراءها على الجميع بالقوة، منوهاً إلى أن هذا الأمر أضاع هيبة الدولة المركزية ومؤسساتها الدستورية والقانونية. وعبر سماحته عن سعادته لزيارة البحرين، مشيراً إلى أن البحرين مؤهلة لإنتاج مرجعية كبرى عبر إعادة تنشيط الحوزات العلمية التي كانت قائمة سابقاً، وخرجت كبار رجال الدين، وناشد سماحة السيد البحرينيين جميعاً إلى ضرورة الالتفاف حول الدولة الواحدة، وأن يكون العمل من خلال مؤسساتها وأنظمتها وقوانينها، مشيراً أن أدوات العصر الحديث هي صناديق الانتخابات والمؤسسات الدستورية والإعلام.. وفيما يلي النص الكامل للحوار:
اضطهاد الشيعة العرب كذبة لتحقيق أهداف سياسية
ما ردكم على ما يروج له البعض أن الشيعة في الدول العربية يتعرضون للاضطهاد والإقصاء من قبل الدول؟
- قمت بزيارة إلى الدول العربية التي تواجد بها أبناء الطائفة الشيعية، ولم أر أن هناك أي نوع من الاضطهاد؛ فقد زرت الكويت والتقيت بأبناء الطائفة الشيعية وكانوا مرتاحين جداً من الأوضاع، كذلك زرت البحرين وسوريا والسعودية، ولم نجد ما يمكن أن يسمى اضطهاد، أما ما يروج له في هذا الشأن فهو رغبة البعض في إثبات حضور سياسي له في بلده أو في الخارج، حيث يستغل قضية الشيعة والنطق باسمهم وعندئذ يظهر كأنه يدافع عن الشيعة. وأعتقد أن مقولة ''اضطهاد الشيعة'' يقصد منها التسيس وهي ليست حقيقية، والدليل أننا لم نر أي اضطهاد أو حرمان، وأصبحت هذه الحجة من الماضي ولم تعد تنطلي حتى على الناس العاديين.
المذهب الشيعي ليس بحاجة لحماية إيران
ما رأيكم في مقولة أن ''إيران هي حامية أتباع المذهب الشيعي''، على الرغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عربي، والأئمة عرب، فلماذا نحتاج لإيران أن تحمي المذهب وأتباعه، هل هو تقصير من العلماء أو أن هناك خلل ما؟
- أعتقد أن المذهب لا يحتاج لحماية إيران أو غيرها، لأن المذهب موجود منذ قرون في محيطه العربي، وحتى قبل الثورة الإسلامية وبعدها، ولم يكن يحظى بالحماية الإيرانية، لأن حماية المذهب كانت من خلال كون أتباعه جزء لا يتجزأ من محيطهم ومن شعبهم ومن أوطانهم، لذلك استمروا على هذا النهج منذ الإمام جعفر الصادق إلى اليوم، وكانوا موجودين في محيطهم ولم يطلبوا أي حماية. أما الزعم الإيراني بحماية المذهب الجعفري فهو زعم من أجل إيجاد نفوذ لها في مناطق تواجد أبناء الطائفة الشيعية في الوطن العربي، وهذا النفوذ والحضور سيكون على حساب الشيعة أنفسهم وعلى حساب أوطانهم. فالمذهب لا يحتاج حماية، حيث نرى في إيران نفسها اضطهاداً لأتباع المذهب الجعفري الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه مثلاً أو الذين لا يؤيدون النظام، فالقضية في الأساس هي قضية سلطة ونظام وليس أكثر من ذلك.
دعم إيران للحوثيين هدفه زعزعة الأمن في المنطقة
نعرف ما تقوم به إيران من دعم حزب الله في لبنان، وإنشاء الخلايا النائمة في الخليج، والآن ما يتم في شمال اليمن من دعم واضح لجماعة الحوثيين، كيف تقرأون سماحتكم الدور الإيراني في دعم حركات التمرد في الدول العربية؟
- أولاً نرى أن الحركة الحوثية في اليمن قد خرجت عن المألوف وعن القواعد التي عادة ما تسلكها الحركات السياسية، إذ أن الحركات السياسية التي لها مطالب تشارك في العملية السياسية الموجودة في البلد عبر حفظ الثوابت وهي؛ وحدة الوطن والدولة والشعب ومرجعية المؤسسات ومن خلالها هذه المرجعيات تتم عملية التطوير والحصول على المطالب، أما ما نراه من الخروج المسلح فلن يوصل الحوثيين إلى نتيجة وسيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وإلى خلق جروح لن تندمل، وبالتالي فلن يحققوا شيئاً. وهنا نكرر موقفنا برفض التحرك العسكري الذي يقوم به الحوثيون، وإن صح أن هناك دعماً إيرانية لهذه الحركة فمعناه أن إيران تساهم أيضاً في عدم استقرار المنطقة وتريد أن تنكأ جراجات الماضي وأن تحدث التصادمات في المجتمعات العربية لتحقيق مأربها وغاياتها الخاصة.
حرب اليمن ليست طائفية
كيف ترون ما يروج على أن الحرب في اليمن هي حرب طائفية، على الرغم أن أغلبية أبناء الشعب اليمني هم من الزيديين، وكيف ترون هذا الانحراف في الفكر وكيفية معالجته؟
- في الحقيقة ليست مع القول إن ما يجري من صراع في اليمن هو صراع عقائدي وطائفي، وأرى أنه ليس من صالح المسلمين عموماً أن يتم الترويج إلى هذه الفكرة، وهو يخدم بالتأكيد الحوثيين ويصورهم أولياء مذهب معين وأن الدولة تحاربهم وتضطهدهم بناء على ذلك. الحركة الحوثية لا تحارب لأنها زيدية أو أنها خرجت من المذهب الزيدي، الحوثيون يقاتلون لأنهم خرجوا عن القانون والدولة، إذا كان لها مطالب يجب أن تسلك الطرق القانونية عبر المحافظة على وحدة الوطن والشعب والدولة الواحدة ومرجعية المؤسسات والسلم الأهلي، هذه ثوابت وضروريات يجب المحافظة عليها. وقد ناشد قبل أسبوعين عبر أحد القنوات الفضائية فخامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن يصدر عفواً عاماً يحقن به الدماء، مقابل التزام كامل من الحوثيون بالانخراط في العمل السياسي ضمن القانون وأنظمة الدولة، لأني أعتقد أن ''الدم يستسقي الدم'' كما قال العرب، والجراح ستزداد، لهذا لا يبقى إلا أن يتفضل الرئيس بالعفو مقابل التزامهم بالعمل السياسي السلمي. أما الترويج أن الحوثيون يحاربون لأنه أصبحوا جعفرية فهذا أيضاً غير صحيح، فهم مواطنين يمنيين، فلماذا نوحي أن الصراع هو جعفري زيدي، ولهذا فأنا لست مع هذا المنطق. هذا بالإجمال هو مشكلة الحركات الدينية سواء في لبنان أو اليمن أو فلسطين أو الصومال، فالحركات الدينية تخلت عن نهج الدعوة والإرشاد لنهج الصراع على السلطة والبحث عنها بكل ثمن، ولو كان في بعض الأحيان بسفك الدماء، الحركات الدينية تغييرات، حيث إن ما عرفناه عن الأئمة والسلف أن الدعوة للإسلام هي بالموعظة والإرشاد والتوجيه وليس البحث عن السلطة كما نرى الآن. الحركات الدينية تحولت من حركات دعوية للدين إلى حركات تستخدم الدين كآلة للوصول إلى السلطة، ونحن لسنا ضد وصول الحركات الدينية إلى السلطة، لكن يجب أن يكون ذلك باسمهم وليس باسم الدين وبالوسائل المشروعة، وضمن الأطر القانونية والرسمية الموجودة في الدولة.
للسعودية الحق في الدفاع عن أراضيها
كيف ترون التوسع في العمليات العسكرية في اليمن والدخول السعودي في الحرب بعد قيام الحوثيين بعبور الحدود وقتل جنود سعوديون
- حالة تمتد الحرب إلى السعودية معناه عدم رغبة الحوثيين في حصر الصراع داخل اليمن، وإنما لديهم نية في تمديدها وإعطائها الصفة الأوسع، وهذا يشكل خطر كبير على المنطقة كلها، وهو عمل مدان بكل تأكيد، كما هو مدان أصلا حتى في اليمن نفسها، لأن هذا الأمر لا يحقق لهم أية مكاسب، ويدمر الإنجازات والعلاقات، والخاسر الوحيد هو اليمن الوحيد دون أدنى فائدة لأي طرف، كما أن من حق المملكة السعودية الدفاع عن أراضيها وحدودها بالطريقة التي تراها مناسبة وتحقق أمنها وأمن مواطنيها.
صراع الدويلات يدمر الوطن
دائماً ما تحذرون من قيام دويلات داخل الدولة الواحدة، فما هي توجيهاتكم لمن يسعون لتحقيق هذا الأمر في بعض الدول العربية؟
- من المعروف أن الدولة هي الحاضنة والحامية للجميع، وعندما تفكر أية جماعات في صناعة ''دويلتها'' على حساب الدولة الواحدة، فإنها تدفع بالآخرين أيضاً لتشكيل ''دويلتهم''، عندئذ يبدأ صراع ''الدويلات'' ومن ثم يدمر الوطن على رؤوس الجميع. في الوطن العربي وفي العالم عموما المشروع المنقذ هو مشروع الدولة ومشاركة الجميع فيها واعتمادها كمرجع لحل الخلافات والنزاعات من خلال المؤسسات التي اتفق عليها المواطنون كدولة مدنية ترعى الجميع بعيداً عن المذهبيات والصراعات...
الدولة الدينية غير واقعية
من الناحية الشرعية، هل هناك قبول للدولة المدنية؟
- أصلاً لا يوجد شيء اسمه ''دولة دينية''، حتى الدولة التي شكلها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة هي دولة مدنية وشأن بشري خالص، لذلك فإن النبي وضع وثيقة بين المسلمين وغيرهم وتعايشوا ضمن قوانينها، أما الحديث عن دولة دينية فهو غير واقعي لأن الحكام هم بشر وليس الله تعالى هو الحاكم، وإنما لا بد من وجود بشر. وأضرب على ذلك مثالاً من التاريخ؛ أنه في عهد الإمام علي جاءه الخوارج وقالوا له: ''ليس لك الحكم يا علي إن الحكم إلا لله''، فقال لهم الإمام: ''وكيف سيحكم الله، هذه كلمة حق يراد بها باطل''، صحيح الحكم لله لكن الذي يريد أن يعاقب المسيء ويثيب المحسن ويدير الشؤون العامة يجب أن يكون بشرياً، إذاً شعار ''إن الحكم إلا لله'' هو شعار لإسقاط الحاكم والجلوس مكانه، فالحاكم لا بد أن يكون بشرياً، وقد قال الإمام علي: ''وإن هؤلاء يقولون أنه لا إمرة إلا لله وأنه لا بد للناس من أمير، بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن (إطاعة النظام)، ويستمتع فيها الكافر (المعارض) حتى يبلغ الله فيها الأجل''. اليوم وفي عصرنا الحالي أصبح لدينا طرق إصلاح لم تكن متوفرة، هناك وسائل عديدة للإصلاح ولم تغلق في وجههنا؛ لدينا صناديق الاقتراع والمؤسسات والوزراء والإعلام كل ذلك من أجل أن نصلح ونوصل مطالبنا وأن نحدث التغير، الإصلاح يتم عبر هذه الأمور وليس عبر تهديد النظام العام لأن تهديد النظام معنا هدم الهيكل على رؤوس الجميع.
الدولة اللبنانية خضعت للأقلية بشأن تشكيل الحكومة
سماحة السيد أعلن عن تشكيل الحكومة اللبنانية بعد تأخير لأكثر من أربعة أشهر، كيف تقرؤون المسألة بعد كل هذه المداولات؟
- الحكومة تشكلت بناء على ضغوطات عديدة داخلية وخارجية، وهذا التأخير سببه الحقيقي عدم اعتراف الأقلية النيابية بنتائج الانتخابات عملياً وغير معترفين أن هناك دستور يجب الرجوع عليه، حيث يفرضون أنفسهم شركاء في السلطة التنفيذية رضيت الأكثرية أم لا من خلال قدرتهم على التعطيل، كما أثبتوا ذلك من خلال 7 أيام، من هنا أعتقد أن الأكثرية كانت مضطرة لقبولهم في التشكيلة الحكومية لأنه دون هذه التركيبة الحكومية لا يمكن أن تتشكل حكومة، وقد قلت أنه لا يوجد في لبنان دستور يعمل به، أما ما يعمل به حالياً هو ما اتفقت عليه قوى الأمر الواقع. ؟ يقال أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري رضخ لما رفضه سابقاً؟ - لا شك أن الأكثرية أعطت من حقوقها للأقلية، ونزلت عند رغبتها في كثير من القضايا، ولهذا أعتقد وإن جرى اتفاق فهو اتفاق نتيجة اختلال موازين القوى وعدم مرجعية الدستور، حصل هذا الاتفاق نتيجة وجود قوى الأمر الواقع في الشارع والسلاح لا يزال معها، وأثار 7 آيار لم تمحى وما حصل بعدها من تداعيات كل ذلك أثبت أن المسألة الأمنية ليست بيد الدولة، وإنما بيد قوى الأمر الواقع.
قوى الأمر الواقع لا تزال تحتل دار الإفتاء في صور
سماحة السيد؛ لو تعطينا فكرة عما وصلت إليه الأمور بعض قيام مجموعات حزبية بالاستيلاء مكاتبكم بقوة السلاح، وتحويلها إلى مقرات لهم؟
- إلى الآن لم يستجد شيء في هذا الشأن، لكن هناك قضايا مرفوعة إلى القضاء في هذا الشأن لكن لم يتم البت فيها، وإلى الآن لا تزال مكاتب دار الإفتاء الجعفري محتلة من قبل المحازبين، وقد حولوها إلى مكتب حزبي، ولا تزال مكتبتي الشخصية وبعض الوثائق والمستندات الخاصة وحتى أغراض بيتي تحت أيديهم، ولا ندري ما هو مصيرها.
ألم يحدث أي تدخل من أطراف عربية أو لبنانية لحل هذه الأزمة؟
- على حد علمي لم يتم أي تدخل أحد، وأنا شخصيا لم أكلف أي طرف للتوسط في هذا الموضوع، ولا يزال الوضع على ما هو عليه.
مع بقاء الوضع على ما هو عليه، كيف تديرون أعمالكم وتلتقون بزواركم؟
- أنا الآن موجود في مكتب بيروت، ولا زال الناس يأتون إلينا من الجنوب ومن كل المناطق اللبنانية، ونتواصل معهم من خلال هذا المكتب، ولا زلنا نقوم بنشاطنا وطرح أفكارنا حسب ما هو متاح من وسائل إعلام، ولا زلنا على موقفنا بالدعوة إلى قيام الدولة بواجباتها ولزوم اعتمادها مرجعية في حل الخلافات.
رسالتكم إلى الطرف الآخر وللأطراف العربية في هذا الشأن؟
- قلنا منذ البداية أن أيدينا لا تزال ممدودة لمن يريد المصالحة، فنحن لم نقوم بشيء سوى التعبير عن رأينا، ولأن هذا لم يروق لهم فقد قاموا بقمع الرأي بقوة السلاح، وبهذا اثبتوا أنهم يتعاملون مع الرأي الآخر بطريقة الإقصاء، وقد قلنا منذ حرب تموز وما بعدها أن يدنا ممدودة لمن يريد التحاور والنقاش، ولا زلنا على رأينا أن المنقذ لنا في لبنان هو قيام الدولة وليس الدويلات الضيقية التي لن تستطيع جمع أبناء الوطن جميعا.

لا يجوز استخدام المنابر لبث الفرقة بين المسلمين
سماحة السيد كان المنبر ومنذ أن اعتلاه الرسول صلى الله عليه وسلم مكاناً للأمر بالمعرف والنهي عن المنكر، لكننا نرى في الآونة الأخيرة أن بعض الخطباء انحرفوا عن هذا الأساس، ما هو توجيهكم للخطباء والأئمة في هذا الشأن؟
- لا يجوز تحويل المنابر الدينية إلى منابر لبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وهي منابر من أجل توحيد وإرشاد وترسيخ وحدة المسلمين، على قاعدة قوله تعالى ''وإن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً''، لهذا لا يجوز استخدام المساجد لأجل الدعوة لحزب أو نظرية أو أيدلوجية معينة.
ضرورة إنشاء حوزات عربية
ما رأيكم بضرورة وجود مرجعية عربية للطائفة الشيعية بعيدة عن الأجندات الخارجية والارتباطات السياسية؟
- هذا الأمر يحتاج استقرار الوضع في النجف، أو أن إنشاء الحوزات وتنشيط الحركة العلمية فيها، وأنا استغرب من الوضع في البحرين، حيث كان فيها حوزات علمية كبرى وكانت تشكل من خلال مراجعها مرجعية كبرى للعالم الإسلامي، لكن هذا الدور انحسر، لذلك يجب تنشيطه مرة أخرى للوصول إلى حالة إنتاج المرجعية التي تعرف محيطها وتتفاعل معه بطريقة أكثر فعالية مرجعية بعيدة سيكون من الصعب عليها معرفة أحوال المنطقة والناس والبلد.

رسالة إلى أهل البحرين
أخيراً سماحة السيد، هل هناك كلمة تودون قولها لأهلكم ومحبيكم في البحرين؟
- حقيقة ودون مجاملة فإن البحرين من البلدان التي يشعر بها المرء بالراحة وطيب المعشر من أهلها الذين نعتبرهم أهلنا وأصدقائنا، وأشعر أنني في بلدي وبين أهلي، وأود أن أذكر أهلي في البحرين ومن خلال التجارب التي عايشناها أن يكونوا يداً واحدة ومتحابين، وأن يكون ارتباطهم بهذه الأرض الطيبة وبهذا الشعب، ومهما كانت العلاقات الدينية مع شعب أو دولة أخرى، فلا يمكن أن يستغني المرء عن وطنه وعن أن يكون ولاءه لهذا الوطن، لأنه لن يجد وطنا بعد وطنه مهما كان. لهذا أوصي أن يعيش الجميع أخوة متساوين ومتحابين، وأن يكون العمل من خلال الثوابت التي اتفقوا عليها وهي مرجعية الدولة والمؤسسات ووحدة الوطن أرضاً وشعباً ومؤسسات والسلم الأهلي، وهي الثوابت التي يمكن من خلالها التحرك للوصول إلى كل ما هو أحسن وأفضل للجميع. أقول هذا من خلال ما عايشنا في التجربة اللبنانية، إذ أن ضعفت الدولة هو ضعف للجميع، فوجود الدولة القوية المتحدة نعمة لأنها الوحيدة القادرة على تحقق الإنجازات التطور والازدهار، وهي نعمة لا يشعر بها إلا من فقدها.


 
منتدى » صحف , مجلات : مقابلات ... أخبار ومواقف... » جريدة الوطن البحرينية » المذهب الشيعي لم ولن يكون بحاجة للحماية الايرانية
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث: