sami | التاريخ: الجمعة, 2012-11-02, 0:32 AM | رسالة # 1 |
عضو مؤسس
مجموعة: المدراء
رسائل: 1054
| تعدد الآراء والإجتهادات
العلامة السيد علي الأمين 6 تشرين الأول 2012م
إن تعدد الآراء والإجتهادات في فهم النصوص الدينية يعتبر من الأمور الطبيعية ولذلك ظهر ذلك في كل الشرائع السماوية وظهر أيضاً في القوانين الوضعية باختلاف تفسيراتها وتأويلاتها بين الحقوقيين والمحامين. وقد تعددت المدارس ومناهج البحث وطرق الإستنباط بين العلماء وأطلق عليها فيما بعد إسم المذاهب وهي في الحقيقة مذاهب تعبر عن آراء أصحابها المشهورين من العلماء في معرفة أحكام الشريعة الإسلامية وكانوا جميعاً من أئمة الإسلام في الفقه ولم تكن لهم نسبة لغير الإسلام كما كانت عليه حال الصحابة ، فالخليفة أبو بكر لم يكن مالكياً وعمر بن الخطاب لم يكن شافعياً والإمام علي لم يكن شيعياً جعفرياً وهكذا سائر الصحابة حتى أئمة المذاهب أنفسهم لم يكونوا منتسبين إلى مذاهبهم التي ولدت أسماؤها بعدهم ، فالإمام مالك والإمام جعفر الصادق والإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة وغيرهم لم يحملوا صفة مذهبية غير صفة المسلمين وأئمة الدين وعلماء الشريعة . وقد حولها التعصب للآراء والسياسة إلى مذاهب متصارعة في بعض مراحل التاريخ بعد أن كانت مدارس متنافسة على العلم والمعرفة تحت راية الإسلام الذي يجمعها كلها .وبقيت المشكلة الحقيقية ليس في تعدد الآراء والمناهج وإنما في التعصب لتلك الآراء والإجتهادات برفض غيرها وزعم دعاة كل مذهب أن مذهبهم يمتلك الحقيقة الشرعية وحده مع أن الإسلام يتسع لكل تلك الآراء والإجتهادات المنطلقة من الكتاب والسنة وإن اختلف العلماء في فهم النصوص ووسائل إثباتها فالجميع يبحث عن سبل الوصول إلى أحكام الشريعة الإسلامية التي يؤمن بها الجميع .وفي كتابنا( السنة والشيعة أمة واحدة) إسلام واحد واجتهادات متعددة. ما ينفع في المقام إن شاء الله.
|
|
| |